أولريش بيك: العولمة ومخاطر الحداثة تحت المهجر
يعتبر اولريش بيك من أشهر علماء الاجتماع الألمان المعاصرين، الذين تتعدى نظرياتهم وأطروحاتهم العلمية والفلسفية نطاق دائرة التنظير البحت والمجرد محدثة أصداء واسعة وجدلا وسجالا على مختلف الأصعدة والمستويات، لاسيما وأنها تتناول بالنقد والتحليل ظواهر اجتماعية وسياسية حية ومعاصرة. كما أنها تناقش قضايا شائكة ذات عمق فلسفي اجتماعي وسياسي كتلك المتعلقة بالعولمة والحداثة والرأسمالية. يذكر أن بيك كان قد حاز عام 2005 على أعلى جائزة تُمنح في ألمانيا في مجال علم الاجتماع وهي جائزة "شادر" وذلك تقديرا لإنتاجه العلمي واعترافا بفضله بتطوير هذا الفرع من العلوم.
نبذه عن حياته
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: النسخة المترجمة الى العربية من كتاب "ماهي العولمة؟" لاورليش بيك ولد اولريش بيك عام 1944م في تولف في هينتربوميرن لكنه نشأ وترعرع في مدينة هانوفر الألمانية التي حصل فيها على الثانوية العامة قبل أن ينتقل إلى مدينة فرايبورج لدراسة الحقوق في جامعتها. لكنه بعد ذلك تمكن من الحصول على منحة دراسية وإنتقل إلى دراسة علم الاجتماع والفلسفة وعلم النفس والسياسة في جامعة ميونخ التي حصل منها عام 1972 على درجة الدكتوراه، ثم بعد سبع سنوات أخرى على درجة الأستاذية. عمل اولريش بيك أستاذا جامعيا في كل من جامعة ميونيستر وبامبرج ثم جامعة ميونيخ ومعهد لندن للعلوم الاقتصادية والسياسية. أولريش بيك متزوج من عالمة الاجتماع اليزابت بيك ـ جيرنزهايم.
منَظِر حركة "التحديث الانعكاسي"
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: تدمير البئية إحدى سمات مجتمع الحداثة تركز أعمال اولريش بيك العلمية بدرجة أساسية على موضوع العولمة والحداثة وعواقبهما على المجتمع الإنساني مثل التركيز على فرص تحقيق الذات واحترام خصوصة الفردية وعدم المساواة و التميز الاجتماعي. وفي هذا الصدد نشر بيك العديد من المؤلفات المتعلقة بماهية العولمة وبطبيعة التحولات الاجتماعية والتطور التكنولوجي وآثارها على المجتمع الإنساني. ويحاول بيك في معظم نظرياته أن يبحث عن الجانب الأخلاقي للعولمة والحداثة. يذكر ان أولريش بيك كان قد صاغ مفهوم "التحديث الانعكاسي" في كتابه الشهير " مجتمع المخاطرة : نحو حداثة جديدة". ويرى بيك في كتابه الشهير أن المجتمع الحداثي الأول الذي اكتمل نضجه في الغرب في القرن التاسع عشر، كان نتيجة لـ "آلية" ذات طابع جامد اكتسبتها حركة الحداثة الغربية بسبب نزوعها إلي نوع عملي غير أخلاقي، ثم بسبب نزوعها النفعي الأناني. وعلاة على ذلك يعتقد بيك ان فكرة التقدم تتراجع أكثر فأكثر بينما تتزايد أكثر فأكثر وبنفس النسبة تقريبا، إشكالية الخوف من التقدم. ويتوصل اولريش بيك في محصلة التحليل إلى حقيقة مدى التمركز على الذات الذي تمارسه الحضارة الغربية وكأنها حضارة "السيطرة" على الحضارات الأخري، فضلاً عن كونها حضارة أوروبية وبيضاء وذكورية.
أعماله العلمية
كتب أولريش بيك ونشر العديد من المؤلفات والدراسات الاجتماعية التي تمحورت في معظمها حول الحداثة والعولمة والتحولات الاجتماعية والتطور التكنولوجي وآثار كل ذلك على المجتمع الإنساني. فبالإضافة إلى كتابه المشار إليه أنفا ""مجتمع المخاطرة"، صدر لبيك عدة كتب أخرى منها "ما هي العولمة؟" الذي ترجم إلى العربية، و"القوة والقوة المضادة في عصر العولمة"، و"السياسة في مجتمع المخاطرة" وغيرها من الكتب والمؤلفات التي تثري كل من المكتبة العلمية والعامة على حد سواء .
No comments:
Post a Comment