العولمة: هي كل نشر أو تطبيق لأفكار وثقافات وتقنيات( معينة ومحددة) بقصد من قبل فئة ما وتعميمها على العالم وتأثيرها فيه في المجالات الحياتية المختلفة , السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وما إلى ذلك , بهدف خدمة مصالح تلك الفئة..
والعولمة موضوع شائك ونقطة خلافية بين الكثيرين وقضية مثيرة للجدل في شتى أنحاء العالم , ولعل مرد هذا الاختلاف ومرجعه لسعة االمدلولات التي تعبر عنها الكلمة , واكثرها الخلط بين معنيي العولمة والتدويل .
فالعولمة كما يراها أو يسميها البعض " غزو فكري وثقافي وشكل آخر لاستعمار جديد للعالم , من قبل دول عظمى تسعى لتحويل العالم إلى رقعة شطرنج , هدفها نهب خيرات العالم وفرض هيمنتها عليه , من خلال تغييب الحضارات الإنسانية المختلفة ودثر معالمها , وطمس ملامح وهوية الشعوب في ملامح شخصية جديدة وضعت لهذه الأهداف , لتدين بالولاء والطاعة والعبودية لتلك الفئة المستبدة والمتحكمة بمقدرات تلك الشعوب
لذا فإنهم يرون بضرورة محاربتها وواجب التصدي لها ودرء تلك الأخطار عن أممهم والحيلولة دون ذلك .
بينما يرى البعض الآخر العولمة على أنها تغيراً اجتماعياً نحو الأفضل , وأنها سبيل الخلاص للإنسانية من كل ما يكدرها , وكذلك من مخلفات الماضي كالرجعية والجهل والأمراض والتخلف , من خلال نشر العلم والمعرفة وانفتاح العالم على بعضه البعض وزوال الحكرية وخاصة الفكرية منها, وتحقيق ترابط وتوازن بين المجتمعات عن طريق التبادل الثقافي والتجاري والمتمثل بتطور عالمي الاتصالات والمواصلات وتقنياتهما . ليصبح العالم قرية صغيرة , يسوده التفاهم المتبادل والصداقة بين "سكان الارض .
وبين اتساع الهوة بين مؤيدي العولمة ومعارضيها , وبين سيرها بخطى سريعة , إذ أقر الجميع بعدم القدرة على مجاراتها أو التصدي لها ,
يبقى السؤال مطروحاً أين نقف نحن من العولمة وما دورنا فيها .
No comments:
Post a Comment